ملحوظة: لقد تم إغلاق باب التبادل الإعلانى البنرى حتى إشعار آخر .
مدونة مدون
مدونة مدون
jeudi 17 juin 2010

تعليقات كتب الجوال : فضائل القرآن - النسائي

فضائل القرآن - النسائي

لقراءة الكتاب من الجوال إضغط هنا

للقراءة المباشرة تفضلوا


[ فضائل القرآن - النسائي ]
الكتاب : فضائل القرآن
المؤلف : أحمد بن شعيب النسائي
الناشر : دار إحياء العلوم - بيروت
الطبعة الثانية ، 1992
تحقيق : د.فارروق حمادة
عدد الأجزاء : 1



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه الكريم وسلم تسليما
ثواب القرآن
1 - كيف نزول الوحي
أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قراءة عليه قال
1 - أنا محمد بن رافع قال ثنا حسين بن محمد قال ثنا شيبان عن يحيى قال أخبرني أبو سلمة عن عائشة وابن عباس أن رسول الله لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا

(1/57)

2 - أخبرنا قتبية بن سعيد قال ثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة
3 - أخبرنا هناد بن السري عن عبيدة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة

(1/58)

4 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سأل الحارث بن هشام رسول الله كيف يأتيك الوحي قال في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت عنه وهو أشده علي وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي
5 - أخبرنا عمرو بن يزيد قال ثنا سيف بن عبيد الله قال ثنا سوار عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله عن عبادة بن الصامت قال كان نبي الله إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد له

(1/59)

وجهه فأنزل عليه يوما فلقي ذلك فلما سري عنه قال خذوا عني قد جعل لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفي سنة
6 - أخبرنا نوح بن حبيب قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا ابن جريج قال حدثني عطاء قال حدثني صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال ليتني أرى رسول الله وهو ينزل عليه فبينا نحن بالجعرانة والنبي في قبة فأتاه الوحي أشار إلي عمر أن تعال فأدخلت رأسي القبة فأتاه رجل قد أحرم في جبة بعمرة متضمخ بطيب فقال لرسول الله ما تقول في رجل أحرم في جبة إذ أنزل عليه الوحي فجعل رسول الله يغط لذلك فسري عنه فقال أين الرجل الذي

(1/60)

سألني آنفا فأتي بالرجل فقال أما الجبة فاخلعها وأما الطيب فاغسله
7 - أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار عن سفيان عن عمرو عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال وددت أن أرى رسول الله حين ينزل عليه فلما كنا بالجعرانة أتاه رجل وعليه مقطعات متضمخ بخلوق فقال إني أهللت بالعمرة وعلي هذا فكيف أصنع فقال له رسول الله كيف تصنع في حجك قال وأنزل عليه فسجي بثوب فدعاني عمر فكشف لي عن الثوب فرأيت رسول الله يغط محمرا وجهه
8 - أخبرنا إسحاق بن منصور قال أنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني أنس بن مالك أن الله عز و جل تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله

(1/61)

2 - باب من كم أبواب نزل القرآن
9 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا ابن داود قال أنا سفيان عن الوليد بن قيس عن القاسم بن حسان عن فلفلة بن عبد الله الجعفي قال قال عبد الله وهو ابن مسعود نزلت الكتب من باب واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف

(1/62)

3 - على كم نزل القرآن
10 - أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه واللفظ له عن ابن القاسم قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله أقرأنيها فكدت أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله إقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال لي إقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه

(1/63)

11 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا يزيد بن هارون قال أنا حميد عن أنس أن أبي بن كعب قال ما حاك في صدري منذ أسلمت إلا أني قرأت آية فقرأها رجل على غير قراءتي فقال أقرأنيها رسول الله هكذا فقلت أقرأني النبي هكذا فأتينا رسول الله فقلت أقرأتني آية كذا وكذا فقال رسول الله نعم فقال الرجل أقرأتني آية كذا وكذا فقال رسول الله نعم فقال رسول الله إن جبريل وميكائيل عليهما السلام أتياني فعمد جبريل فقعد عن يميني وقعد ميكائيل عن شمالي فقال جبريل إقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل إستزده فقلت زدني فزادني فقال جبريل إقرأ القرآن على حرفين فقال ميكائيل استزده فقلت زدني فقال جبريل إقرأ القرآن على ثلاثة أحرف حتى بلغ على سبعة أحرف فقال ميكائيل إستزده فقال إقرأ القرآن على سبعة أحرف كل شاف كاف

(1/64)

4 - باب كيف نزل القرآن
12 - أخبرنا يوسف بن سعيد قال ثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني يوسف بن ماهك قال إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي فقال أي أم المؤمنين أرني مصحفك قالت لم قال أريد أن أؤلف عليه القرآن فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف قالت ويحك وما يضرك أيته قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع شرب الخمر ولو نزل أول شيء لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا وإنه أنزلت والساعة أدهى وأمر بمكة وإني جارية ألعب على محمد وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت إليه المصحف فأملت عليه آي السور

(1/65)

5 - باب بلسان من نزل القرآن
13 - أخبرنا الهيثم بن أيوب قال نا إبراهيم يعني ابن سعد قال ابن شهاب وأخبرني أنس بن مالك أن حذيفة قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان فأفزع حذيفة اختلافهم في القرآن فقال لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها إليه فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا الصحف في المصاحف فإن اختلفوا وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإن القرآن نزل بلسانهم ففعلوا ذلك حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق مصحفا مما نسخوا

(1/67)

6 - باب كم بين نزول أول القرآن وبين آخره
14 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا ابن أبي عدي عن داوود وهو ابن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال نزل القرآن في رمضان ليلة القدر فكان في السماء الدنيا فكان إذا أراد الله أن يحدث شيئا نزل فكان بين أوله وآخره عشرين سنة
15 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال ثنا يزيد يعني ابن زريع قال ثنا داوود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال نزل القرآن جملة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا فكان إذا أراد الله أن يحدث منه شيئا أحدثه
16 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال ثنا الفريابي

(1/69)

عن سفيان عن الأعمش عن حسان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزل على النبي يرتله ترتيلا قال سفيان خمس آيات ونحوها

(1/70)

7 - باب عرض جبريل القرآن
17 - أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا عاصم بن يوسف قال ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان رسول الله يعرض عليه القرآن في كل رمضان فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين فكان يعتكف العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين

(1/71)

18 - أخبرنا سليمان بن داوود عن ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس كان يقول كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليهما السلام وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن قال فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة
19 - أخبرنا نصر بن علي عن معتمر عن أبيه عن الأعمش عن أبي ظبيان قال قال لنا ابن عباس أي القراءتين تقرؤون قلنا قراءة عبد الله قال إن رسول الله كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة وإنه عرض عليه في العام الذي قبض فيه مرتين فشهد عبد الله ما نسخ

(1/72)

8 - باب ذكر كاتب الوحي
20 - أخبرنا الهيثم بن أيوب قال حدثني إبراهيم يعني ابن سعد قال ثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فأتيته وعنده عمر فقال إن عمر أتاني فقال إن القتل استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن فقلت كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله

(1/74)

فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ثم قال إنك غلام شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه فقلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله فقال أبو بكر هو والله خير فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر والله لو كلفاني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من الذي كلفاني ثم تتبعت القرآن أجمعه من العسب والرقاع والصحف وصدور الرجال
9 - ذكر قراء القرآن
21 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال ثنا خالد عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت إبراهيم يحدث عن مسروق قال ذكر عبد الله ابن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال ذلك رجل لا أزال أحبه بعدما

(1/75)

سمعت رسول الله يقول استقرئوا من أربعة عبد الله وسالم مولى أبي حذيفة قال شعبة بدأ بهذين وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بأيهما بدأ
22 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنا عبدة قال ثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال لقد قرأت على رسول الله بضعا وسبعين سورة وقد علم أصحاب رسول الله أني أعلمهم بكتاب الله ولو

(1/76)

أعلم أن أحدا أعلم به مني لرحلت إليه
قال شقيق فجلست في حلق أصحاب رسول الله فما سمعت أحدا يعيب ذلك ولا يرده
23 - أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب قال ثنا سليمان بن عامر قال سمعت الربيع بن أنس يقول قرأت القرآن على أبي العالية وقرأ أبو العالية على أبي قال وقال أبي قال لي رسول الله أمرت أن أقرئك القرآن قال قلت أوذكرت هناك قال نعم فبكى أبي قال فلا أدري أبشوق أو بخوف
24 - حدثنا إسحق بن إبراهيم قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة عن أنس أن رسول الله قال لأبي إن ربي أمرني أن أعرض

(1/77)

عليك القرآن قال أوسماني لك قال رسول الله نعم فبكى أبي
10 - ذكر الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله
25 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال ثنا عبد الله بن إدريس قال ثنا شعبة

(1/78)

وأخبرنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة كلهم قال محمد من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قلت من أبو زيد قال أحد عمومتي

(1/79)

26 - أخبرنا بشر بن خالد قال أنا غندر عن شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب

(1/80)

11 - باب جمع القرآن
27 - أخبرنا الهيثم بن أيوب قال ثنا إبراهيم بن سعد قال ثنا ابن شهاب عن عبيد الله بن السباق عن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فأتيته وعنده عمر فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن . . وساق الحديث بطوله معاد

(1/81)

12 - باب سورة كذا سورة كذا
28 - أخبرنا عمران بن موسى قال ثنا يزيد يعني ابن زريع قال ثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال ذكر لي عن أبي مسعود فلقيته وهو يطوف بالبيت فسألته فقال قال رسول الله من قرأ الآيتان من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
29 - أخبرنا بشر بن خالد قال أنا محمد بن جعفر عن شعبة عن

(1/82)

سليمان عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود أن النبي قال من قرأ الآيتين الآخرتين من البقرة في ليلة كفتاه قال عبد الرحمن فلقيت أبا مسعود فحدثني به
30 - أخبرنا علي بن خشرم قال أنا عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود قال قال رسول الله الآيتان الأخريتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه
31 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سمع رسول الله رجلا يقرأ في المسجد ليلا فقال لقد أذكرني كذا وكذا من آية قد كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا

(1/83)

13 - السورة التي يذكر فيها كذا
32 - أخبرنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد قال ثنا عوف قال ثنا يزيد الفارسي قال قال لنا ابن عباس قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المائين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم و آوضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال عثمان إن رسول الله كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وتنزل عليه الآيات فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا

(1/84)

وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل وبراءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيها بقصتها وقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم
14 - كتابة القرآن
33 - أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا يزيد عن همام عن زيد بن أسلم
وأخبرنا الفضل بن العباس بن إبراهيم قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن

(1/85)

النبي وقال محمد قال رسول الله لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن وقال محمد إلا القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه
15 - فاتحة الكتاب
34 - أخبرنا محمد بن منصور عن سفيان عن الزهري عن محمد بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
16 - فضل فاتحة الكتاب
35 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن

(1/86)

جعفر قالا ثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال مر بي رسول الله وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال لي ما منعك أن تأتيني قلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول . . قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد فذهب ليخرج فذكرته فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
36 - أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم قال ثنا علي بن عبد الحميد المعني قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان النبي في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه

(1/87)

النبي فقال ألا أخبرك بأفضل القرآن قال فتلا عليه الحمد لله رب العالمين
37 - أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن هي خداج هي خداج هي خداج غير تمام
فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام فغمز ذراعي وقال إقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله يقول قال الله عز و جل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل قال رسول الله إقرؤوا يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد ملك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل
خالفه سفيان بن عيينة

(1/88)

38 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنا سفيان وهو ابن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج قال يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال يا فارسي إقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله يقول قال الله عز و جل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال ملك يوم الدين قال الله مجدني عبدي أو قال فوض إلي عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
قال سفيان دخلت على العلاء بن عبد الرحمن في بيته وهو

(1/89)

مريض فسألته عن هذا الحديث فحدثني به
39 - أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا الحسن بن الربيع قال ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينا جبريل عليه السلام قاعد عند النبي سمع صوتا نقيضا من فوقه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ بحرف منها إلا أعطيته
17 - سورة البقرة
40 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة

(1/90)

41 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب قال أنا الليث قال أنا خالد عن ابن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال قرأت الليلة بسورة البقرة وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريبا مني وهو غلام فجالت جولة فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني فسكنت الفرس ثم قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي ب هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالني فسكنت فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته فقال إقرأ يا أبا يحيى قلت قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني فقال إقرأ يا ابن حضير قال قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني فقال ذلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم
18 - آية الكرسي
42 - أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله قال ثنا شعيب بن

(1/91)

حرب قال ثنا إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه كان على تمر الصدقة فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه فذكر ذلك للنبي فقال تريد أن تأخذه قل سبحان من سخرك لمحمد قال أبو هريرة فقلت فإذا جني قائم بين يدي فأخذته لأذهب به إلى النبي فقال إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن ولن أعود قال فعاد فذكرت ذلك للنبي فقال تريد أن تأخذه فقلت نعم فقال قل سبحان ما سخرك لمحمد فقلت فإذا أنا به فأردت أن أذهب به إلى النبي فعاهدني أن لا يعود فتركته ثم عاد فذكرت للنبي فقال تريد أن تأخذه فقلت نعم فقال قل سبحان ما سخرك لمحمد فقلت فإذا أنا به فقلت عاهدتني فكذبت وعدت لأذهبن بك إلى النبي فقال خل عني أعلمك كلمات إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن قلت وما هؤلاء الكلمات قال آية الكرسي إقرأها عند كل صباح ومساء قال أبو هريرة

(1/92)

فخليت عنه فذكرت ذلك للنبي فقال لي أوما علمت أنه كذلك
19 - الآيتان من آخر سورة البقرة
43 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحق عن جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود قال قال رسول الله من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
44 - أخبرنا إسحق بن منصور قال أنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور والأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي قال من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه
45 - أخبرنا محمد بن منصور قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد أخبره علقمة عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي قال من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
قال عبد الرحمن بن يزيد فلقيت أبا مسعود في الطواف فسألته فحدثني به
46 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينا رسول الله وعنده جبريل عليه

(1/93)

السلام إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال هذا الباب قد فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل ملك فأتى النبي فقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منه إلا أعطيته
47 - أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا آدم بن أبي إياس قال ثنا أبو عوانة قال ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال قال رسول الله فضلنا على الناس بثلاث جعلت الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي
48 - أخبرنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن زبيد عن مرة قال قال عبد الله خواتيم سورة البقرة أنزلت من كنز تحت العرش
20 - الكهف
49 - أخبرنا علي بن حجر قال ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن

(1/94)

يزيد بن جابر والوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله الدجال قال من رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف
50 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن أبي الدرداء عن النبي قال من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال
21 - المسبحات
51 - أخبرنا علي بن حجر قال ثنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول إن فيهن آية أفضل من ألف آية

(1/95)

22 - إذا زلزلت
52 - أخبرني عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم قال أنا عبد الله قال ثنا سعيد قال حدثني عياش بن عباس القتباني عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال أتى رجل رسول الله فقال أقرئني يا رسول الله فقال رسول الله إقرأ ثلاثا من ذات الر فقال الرجل كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني قال إقرأ ثلاثا من ذات حم فقال مثل مقالته الأولى قال إقرأ ثلاثا من المسبحات فقال مثل مقالته ثم قال الرجل ولكن أقرئني سورة جامعة قال فاقرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى فرغ منها فقال الرجل والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها شيئا أبدا ثم أدبر الرجل فقال رسول الله أفلح الرويجل أفلح الرويجل

(1/96)

23 - قل يا أيها الكافرون
53 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أبو عوانة عن مهاجر أبي الحسن عن رجل من أصحاب النبي قال كنت أسير مع النبي فسمع رجلا يقرأ قل يا أيها الكافرون حتى ختمها قال قد برىء هذا من الشرك ثم سرنا فسمع آخر يقرأ قل هو الله أحد فقال أما هذا فقد غفر له
24 - سورة الإخلاص
54 - أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال ثنا محمد بن جهضم قال ثنا إسماعيل بن جعفر عن مالك بن أنس ثم ذكر كلمة معناها عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني قتادة بن النعمان قال قام رجل من الليل

(1/97)

فقرأ قل هو الله أحد السورة يرددها لا يزيد عليها فلما أصبحنا قال رجل يا رسول الله إن رجلا قام الليلة من السحر فقرأ قل هو الله أحد لا يزيد عليها كأن الرجل يتقللها فقال رسول الله والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن
25 - فضل المعوذتين
55 - أخبرنا يوسف بن عيسى عن الفضل بن موسى قال أنا إسماعيل عن قيس عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله أنزلت علي آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين
26 - أهل القرآن
56 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد عن عبد الرحمن قال حدثني عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله إن لله أهلين من خلقه قالوا ومن هم يا رسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته

(1/98)

27 - الأمر بتعلم القرآن واتباع ما فيه
57 - أخبرنا محمد بن عثمان قال ثنا بهز يعني ابن أسد قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال ثنا نصر بن عاصم قال أتيت اليشكري في رهط من بني ليث فقال من القوم قلنا بنو ليث فساءلناه وساءلنا ثم قلنا أتيناك نسألك عن حديث حذيفة قال أقبلنا مع أبي موسى قافلين وعلت الدواب بالكوفة فاستأذنت أنا وصاحب لي أبا موسى فأذن لنا فقدمنا الكوفة فقلت لصاحبي إني داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك قال فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة يستمعون إلى حديث رجل فقمت عليهم فجاء رجل فقام إلى جنبي فقلت له من هذا فقال أبصري أنت قلت نعم قال قد عرفت لو كنت كوفيا لم تسل عن هذا هذا حذيفة بن اليمان فدنوت منه فسمعته يقول كان الناس يسألون رسول

(1/99)

الله عن الخير وأسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني قلت يا رسول الله بعد هذا الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار قلت يا رسول الله أبعد هذا الشر خير قال هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار وأن تموت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم
28 - الأمر بتعلم القرآن والعمل به
58 - أخبرنا أحمد بن حرب قال ثنا سعيد بن عامر عن صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط قال دخلنا مسجد الكوفة فإذا حلقة وفيهم رجل يحدثهم فقال كان الناس يسألون

(1/100)

رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه وعلمت أن الخير لا يفوتني قلت يا رسول الله هل بعد الخير من شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه فأعدت عليه القول ثلاثا فقال في الثالثة فتنة واختلاف قلت يا رسول الله هل بعد ذلك الشر من خير قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه ثلاثا ثم قال في الثالثة هدنة على دخن وجماعة على قذى فيها قلت يا رسول الله هل بعد ذلك الخير من شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه ثلاثا ثم قال في الثالثة فتن على أبوابها دعاة إلى النار فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم
59 - أخبرنا القاسم بن زكريا قال ثنا زيد بن حباب قال ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول سمعت عقبة بن عامر يقول قال رسول الله تعلموا القرآن وتغنوا به واقتنوه والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل
60 - أخبرنا أحمد بن نصر عن عبد الله بن يزيد المقري قال

(1/101)

ثنا قباث بن رزين أبو هاشم اللخمي من أهل مصر قال سمعت علي بن رباح اللخمي يقول سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول كنا جلوسا في المسجد نقرأ القرآن فدخل علينا رسول الله فسلم فرددنا عليه السلام فقال تعلموا كتاب الله واقتنوه والذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من العشار في العقل
29 - فضل من علم القرآن
61 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد عن شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة عن أبي

(1/102)

عبد الرحمن عن عثمان عن النبي قال خيركم من علم القرآن وعلمه
30 - فضل من تعلم القرآن
62 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا يحيى عن شعبة وسفيان ثنا علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي قال شعبة خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقال سفيان أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه
63 - أخبرنا سويد بن نصر قال أنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي قال

(1/103)

أفضلكم من علم القرآن ثم علمه
31 - الأمر باستذكار القرآن
64 - أخبرنا عمران بن موسى قال ثنا يزيد يعني ابن زريع قال ثنا شعبة عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي قال بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت استذكروا القرآن فإنه أسرع تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله
وقفه جرير
65 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ولا يقولن أحدكم نسيت آية كيت وكيت

(1/104)

قال قال رسول الله بل هو نسي
32 - مثل صاحب القرآن
66 - أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله قال مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إذا عاهد عليها أمسكها وإن أطلقت ذهبت
33 - نسيان القرآن
أخبرنا محمد بن منصور قال ثنا سفيان قال سمعت منصورا
وأخبرنا محمود بن غيلان قال ثنا أبو نعيم ومعاوية قالا ثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي
68 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله قال إنما مثل القرآن كمثل

(1/105)

الإبل المعقلة إذا عاهدها صاحبها على عقلها أمسكها وإذا أغفلها ذهبت إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقرأه نسيه

(1/106)

34 - باب من استعجم القرآن على لسانه
69 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي قال إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع
35 - الماهر بالقرآن
70 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أبو عوانة عن قتادة
وأخبرنا عمران بن موسى قال ثنا يزيد يعني بن زريع قال ثنا

(1/107)

سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة أن نبي الله وقال قتيبة قال رسول الله الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يتعتع فيه له أجران قال عمران اثنان
36 - المتتعتع في القرآن
71 - أخبرنا هارون بن إسحق عن عبدة عن سعيد عن قتادة عن ابن

(1/108)

أوفى عن ابن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ وهو يتتعتع فيه وهو شاق عليه له أجران
72 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن هشام عن عائشة عن النبي قال مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق فله أجران
37 - التغني بالقرآن
73 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي قال ما أذن الله لشيء يعني أذنه لنبي يتغنى بالقرآن

(1/109)

74 - أخبرنا محمد بن حاتم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن قباث بن رزين عن علي بن رباح عن عقبة نحوه قال رسول

(1/110)

الله تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل
38 - تزيين الصوت بالقرآن
75 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا جرير عن الأعمش وذكر آخر عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال قال رسول الله زينوا القرآن بأصواتكم
76 - أخبرنا محمد بن رافع قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر

(1/111)

عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي سمع صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ قال لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داوود
39 - حسن الصوت بالقرآن
77 - أخبرنا أبو صالح المكي قال ثنا ابن أبي حازم عن يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به
78 - أخبرنا محمد بن رافع قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا

(1/112)

معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن
40 - الترجيع
79 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى عن شعبة قال حدثني أبو إياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال كان النبي على ناقته فقرأ فرجع أبو إياس في قراءته فذكر عن ابن مغفل أن النبي رجع في قراءته
80 - أخبرنا عبد الله بن سعيد قال ثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن أبي إياس عن عبد الله بن مغفل قال قرأ رسول الله يوم فتح مكة بسورة الفتح فما سمعت قراءة أحسن منها يرجع

(1/113)

41 - الترتيل
81 - أخبرنا إسحق بن منصور قال أنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله يقال لصاحب القرآن إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها
82 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن

(1/114)

عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله وصلاته فقالت ما لكم وصلاته ثم نعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا
42 - تحبير القرآن
83 - أخبرنا طليق بن محمد بن السكن قال أنا معاوية قال أنا مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن بريدة عن أبيه قال مر النبي على أبي موسى ذات ليلة وهو يقرأ فقال لقد أعطي من مزامير آل داوود فلما أصبح ذكروا ذلك له فقال لو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرا
43 - مد الصوت
84 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا جرير بن حازم عن قتادة قال سألت أنسا كيف كانت قراءة رسول الله قال كان يمد صوته مدا

(1/115)

44 - السفر بالقرآن إلى أرض العدو
85 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر قال كان النبي ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو يخاف أن يناله العدو
45 - أيقرأه عن ظهر قلب
86 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا يعقوب عن أبي حازم عن

(1/116)

سهل بن سعد أن امرأة جاءت رسول الله فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال أي رسول الله إن لم يكن لك فيها حاجة فزوجنيها فقال هل عندك من شيء قال لا والله ما وجدت شيئا قال انظر ولو خاتم من حديد فذهب ثم رجع قال لا والله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل ما له رداء فلها نصفه فقال رسول الله ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى طال مجلسه

(1/117)

ثم قام فرآه رسول الله موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي سورة كذا سورة كذا سورة كذا عددها قال تقرؤهن عن ظهر قلبك قال نعم فقال قد ملكتكها بما معك من القرآن
46 - القراءة على الدابة
87 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا يحيى قال ثنا شعبة قال حدثني أبو إياس قال سمعت عبد الله بن مغفل قال رأيت النبي يوم الفتح يسير على ناقته فقرأ إنا فتحنا لك فتحا مبينا فرجع أبو إياس في قراءته وذكر عن ابن مغفل عن النبي فرجع في قراءته
47 - قراءة الماشي
88 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن عقبة بن عامر قال كنت أمشي مع رسول الله فقال يا عقبة قل قلت ماذا أقول فسكت عني ثم قال يا عقبة

(1/118)

قل قلت ماذا أقول يا رسول الله فسكت عني فقلت اللهم اردده علي فقال يا عقبة قل فقلت ماذا أقول فقال قل أعوذ برب الفلق فقرأتها حتى أتيت على آخرها ثم قال قل قلت ماذا أقول يا رسول الله قال قل أعوذ برب الناس فقرأتها حتى أتيت على آخرها ثم قال رسول الله عند ذلك ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما
48 - في كم يقرأ القرآن
89 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا المفضل عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به في كل ليلة فبلغ ذلك النبي فقال لي إقرأ به في كل شهر فقلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال إقرأ به في كل عشرين قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي فقال إقرأ به في كل عشر قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال إقرأ به في كل سبع قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبى

(1/119)

90 - أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد وأحمد بن حرب عن أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحق عن أبي بردة عن عبد الله بن عمرو قال قلت يا رسول الله في كم أختم القرآن قال اختمه في كل شهر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال اختمه في خمس وعشرين قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال اختمه في خمس عشرة قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال اختمه في عشر قلت إني أطيق أفضل من ذلك قال اختمه في خمس قال إني أطيق أفضل من ذلك قال فما رخص لي
91 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا محمد قال ثنا شعبة عن مغيرة قال سمعت مجاهدا عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال صم من الشهر ثلاثة أيام قال إني أطيق أكثر من ذلك قال فما زال حتى قال صم يوما وأفطر يوما وقال إقرأ القرآن في شهر فقلت إني أطيق أكثر من ذلك حتى قال إقرأ القرآن في ثلاث
92 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد قال ثنا شعبة

(1/120)

عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث
93 - أخبرنا نوح بن حبيب قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عبد الله بن عمرو أنه سأل النبي في كم يقرأ القرآن قال في أربعين ثم قال في شهر ثم قال في عشرين ثم قال في خمس عشرة ثم قال في عشر ثم لم ينزل يعني من سبع وهب لم يسمعه من عبد الله بن عمرو
94 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه عن عمرو بن شعيب عن أبيه حدث بحديث

(1/121)

عبد الله بن عمرو قال أمره النبي أن يقرأ في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمس عشرة وفي عشر ثم في سبع قال انتهى إلى سبع
49 - قراءة القرآن على كل الأحوال
95 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله قال إن الله عز و جل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا إنه قال لي كل مال نحلته عبادي فهو حلال لهم وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم

(1/122)

أنزل به سلطانا وإن الله عز و جل نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب
وإن الله عز و جل أمرني أن أحرق قريشا فقلت يا رب إذا يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة قال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه في المنام واليقظة فاغزهم نغزك وانفق ينفق عليك وابعث جيشا نمدك بخمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك
ثم قال أهل الجنة ثلاثة إمام مقسط ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ورجل غني عفيف متصدق
وأهل النار خمسة الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعا الذين لا يبتغون أهلا ولا مالا ورجل إذا أصبح أصبح يخادعك عن أهلك ومالك ورجل لا يخفى له طمع وإن دق إلا ذهب به والشنظير الفاحش وذكر البخل والكذب

(1/123)

96 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا عوف قال ثنا حكيم الأثرم قال ثنا الحسن أنه حدثهم مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ثنا عياض بن حمار قال قال رسول الله في خطبة خطبها إن الله أمرني أن أعلمكم مما علمني يومي هذا إنه قال لي كل مال نحلته عبادي فهو حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنه أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم الذي أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وأمرتهم أن يغيروا خلقي

(1/124)

وإن الله نظر إلى أهل الأرض قبل أن يبعثني فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وإن الله عز و جل قال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا وإن الله عز و جل أوحى إلي أن أحرق قريشا قلت إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة وإن الله قال استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك وأنفق ننفق عليك وابعث جيشا نبعث بخمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك
50 - إغتباط صاحب القرآن
97 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله قرآنا فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
98 - أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي قال لا حسد إلا في

(1/125)

اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم بالليل والنهار ورجل آتاه الله مالا فيهلكه في الحق
99 - أخبرنا علي بن محمد بن علي قال ثنا داوود بن منصور قال ثنا الليث عن خالد بن يزيد وأخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب عن الليث قال أنا خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال قرأت سورة البقرة وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضجع قريبا مني وهو غلام فجالت الفرس جولة فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى فسكنت الفرس ثم قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا ليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالني فسكت فلما أصبحت غدوت على رسول الله فأخبرته فقال إقرأ يا أبا يحيى فقلت

(1/126)

قد قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني قال إقرأ يا أبا يحيى قلت له قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني قال إقرأ يا أبا حضير قال قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالتني فقال تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت لأصبح الناس ينظرون إليهم
51 - من أحب أن يسمع القرآن من غيره
100 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال أنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله اقرأ علي سورة النساء قلت أوليس عليك أنزل قال بلى ولكن أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فغمزني عامر فرفعت رأسي فإذا عيناه تهملان

(1/127)

52 - البكاء عند قراءة القرآن
101 - أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال أمرني رسول الله أن أقرأ عليك وهو على المنبر فقرأ عليه سورة النساء حتى إذا بلغ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا غمزني رسول الله بيده فنظرت إليه وعيناه تدمعان
53 - قول المقرىء للقارىء حسبنا
102 - أخبرنا عبدة بن عبد الله قال أنا حسين عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله إقرأ فاستفتحت النساء حتى انتهيت إلى قول الله عز و جل فكيف إذا جئنا من كل أمة

(1/128)

بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا قال فدمعت عيناه وقال حسبنا
54 - قول المقرىء للقارىء حسبك
103 - أخبرنا سويد بن نصر قال أنا عبد الله عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود قال قال رسول الله إقرأ علي فقلت أقرأ وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فافتتحت سورة النساء فلما بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال فرأيت عيناه تذرفان فقال لي حسبك
55 - قول المقرىء للقارىء أمسك
104 - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله وبعض الحديث عن عمرو بن مرة قال قال لي رسول الله إقرأ علي قلت أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال أمسك وعيناه تذرفان

(1/129)

56 - قول المقرىء للقارىء أحسنت
105 - أخبرنا علي بن خشرم قال أنا عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينا أنا بالشام بحمص فقيل لي إقرأ سورة يوسف فقرأتها فقال رجل ما كذا أنزلت فقلت والله لقد قرأتها على رسول الله فقال أحسنت فبينا أنا أكلمه إذ وجدت ريح الخمر قلت أتكذب بكتاب الله وتشرب الخمر والله لا تبرح حتى أجلدك الحد
57 - مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
106 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا يحيى عن شعبة عن

(1/130)

قتادة عن أنس عن أبي موسى الأشعري عن النبي قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق الذي يقرأ كمثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظل طعمها خبيث وريحها
107 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن أبي موسى قال قال رسول الله مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريجها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر
58 - من رايا بقراءة القرآن
108 - أخبرنا عبد الحميد بن محمد قال أنا مخلد قال ثنا ابن

(1/131)

جريج عن يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له قائل أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته قال سمعت رسول الله يقول أول الناس يقضى فيه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب حتى ألقي في النار ورجل تعلم القرآن وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت فيك وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكن تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

(1/132)

ورجل وسع الله عليه وأعطاه من المال أنواعا فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها قال كذبت ولكن فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى يلقى في النار

(1/133)

59 - باب من قال في القرآن بغير علم
109 - أخبرنا عبد الحميد بن محمد قال ثنا مخلد قال ثنا سفيان قال
ثنا أحمد بن سليمان قال ثنا أبو نعيم ومحمد بن بشر قالا ثنا سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي وقال مخلد قال قال رسول الله من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار

(1/134)

110 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى قال ثنا سفيان قال ثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي قال من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار
111 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن يعقوب بن إسحق الحضرمي قال حدثني سهيل بن مهران القطعي قال ثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال قال رسول الله من قال في كتاب الله برأيه فأصاب فقد أخطأ

(1/135)

112 - أخبرنا عيسى بن حماد قال ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر قال أتى رجل رسول الله بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله يقبض منها ويعطي الناس قال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر يا رسول الله دعني أقتل

(1/136)

هذا المنافق قال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية
113 - الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن يوسف بن عمرو عن ابن وهب عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول أبصرت عيناي وسمعت أذناي رسول الله بالجعرانة وفي ثوب بلال فضة ورسول الله يقبضها للناس فيعطيهم فقال رجل يا رسول الله اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل قال عمر دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال رسول الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية
114 - أخبرنا محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك والحارث بن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم قال حدثني مالك قال حدثني يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال

(1/137)

سمعت رسول الله يقول يخرج قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا ثم ينظر في القدح فلا يرى شيئا ثم ينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمادى في الفوق
115 - أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان عن محمد بن فضيل عن ابن إسحق عن يسير بن عمرو قال دخلت على سهل بن حنيف قلت له أخبرني ما سمعت من رسول الله في الحرورية قال أخبرك ما سمعت من رسول الله لا أزيد عليه سمعت رسول الله وضرب بيده نحو المغرب قال يخرج من ها هنا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

(1/138)

60 - ذكر قول النبي لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن
116 - أخبرنا محمد بن سلمة قال أنا ابن القاسم عن مالك قال حدثني يحيى بن سعيد
والحارث بن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم قال حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي حازم

(1/139)

التمار عن البياضي أن رسول الله خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن

(1/140)

117 - أخبرنا محمد بن رافع قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة فكشف الستور وقال ألا إن كلكم مناجي ربه

(1/141)

فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة
61 - المراء في القرآن
118 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله قال أنزل القرآن على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر
119 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد قال أنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال
سمعت النزال قال سمعت عبد الله قال سمعت رجلا يقرأ آية

(1/142)

كنت سمعت رسول الله يقرأ غيرها فأخذت بيده فأتيت به النبي فرأيت النبي تغير وجهه فقال كلاكما محسن لا تختلفوا فيه فإن من كان قبلكم اختلفوا فيه
62 - ذكر الاختلاف
120 - أخبرنا علي بن محمد بن علي قال ثنا داوود بن معاذ قال ثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن عبد الله بن عمرو قال هجرت إلى رسول الله ذات يوم فسمع رجلين يختلفان في آية من كتاب الله فخرج والغضب يعرف في وجهه فقال إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب
121 - أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد قال ثنا أبي قال ثنا سفيان عن حجاج بن فرافصة عن أبي عمران الجوني عن جندب أن

(1/143)

النبي قال اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه وإذا اختلفتم عليه فقوموا
وأخبرنا به مرة أخرى ولم يرفعه
122 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سلام ابن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال قال رسول الله إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم عليه فقوموا
123 - أخبرني عبد الله بن الهيثم قال ثنا مسلم قال ثنا هارون ابن موسى النحوي قال ثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه

(1/144)

124 - أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا الأزرق عن عبد الله بن عون عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت قال قال عمر إقرؤوا القرآن ما اتفقتم عليه فإذا اختلفتم فقوموا
125 - أخبرنا سليمان بن عبيد الله قال ثنا أبو عامر قال أنا سليمان عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن حسين عن أبيه عن النبي
وحدثنا أحمد بن الخليل قال ثنا خالد قال حدثني سليمان

(1/145)

قال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن أبيه عن جده قال قال رسول الله البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي
126 - أخبرنا محمد بن سلمة قال ثنا ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال علمني رسول الله هؤلاء الكلمات في الوتر قال قل اللهم اهدني فيمن هديت وبارك لي فيما أعطيت وتولني فيمن توليت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي

(1/146)

ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من توليت تباركت وتعاليت
تم كتاب ثواب القرآن بحمد الله وعونه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما

(1/147)


تعليق واحد كتب الجوال: التعريف بالقرآن الكريم


التعريف بالقرآن الكريم

لقراءة الكتاب من جوالك إضغط هنا

للقراءة المباشرة تفضلوا


الكتاب : التعريف بالقرآن الكريم
المؤلف : مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف


التعريف بالقرآن الكريم
فضله، مكانته، وكونه المصدر الأول للتشريع الإسلامي

"القرآن الكريم كلام الله منه بدا، بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله -تعالى- بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر…" (1) .

وصفه منزله بقوله -سبحانه-: وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [فصلت 41 - 42]. كما وصفه -جلت قدرته- بقوله: كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير [هود :1].

حقا، إن آيات القرآن الكريم في غاية الدقة والإحكام، والوضوح والبيان، أحكمها حكيم، وفصلها خبير، وسيظل هذا الكتاب معجزا من الناحية البلاغية والتشريعية والعلمية والتاريخية وغيرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لم يتطرق إليه أدنى شيء من التحريف؛ تحقيقا لقوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر :9].

فالدنيا كلها لم تظفر بكتاب أجمع للخير كله، وأهدى للتي هي أقوم، وأوفى بما يسعد الإنسانية، من هذا القرآن المجيد، الذي قال الله فيه: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا [الإسراء:9].

هذا القرآن الكريم أنزله الله على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد [إبراهيم :1].

فتح الله به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وضمن للمسلمين الأمن والسعادة في دنياهم وأخراهم، إذا هم تلوه حق تلاوته، وتفهموا سوره وآياته، وتفقهوا جمله وكلماته، ووقفوا عند حدوده وأتمروا بأوامره، وانتهوا بنواهيه، وتخلقوا بما شرع، وطبقوا مبادئه ومثله وقيمه على أنفسهم وأهليهم ومجتمعاتهم. قال تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به [البقرة : 121]. قال ابن عباس: "يتبعونه حق اتباعه، يحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولا يحرفونه عن مواضعه". وقال قتادة: "هؤلاء أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- آمنوا بكتاب الله فصدقوا به، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، وعملوا بما فيه.

نعم لقد تأثر به الجن ساعة سمعوه، وامتلأت قلوبهم بمحبته وتقديره، وأسرعوا لدعوة قومهم إلى اتباعه فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا * وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا [الجن 1 - 3]. وقد حكى الله في القرآن الكريم عنهم أنهم قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم [الأحقاف 30 - 31].

من أجل ذلك كله فاق هذا الكتاب المبارك كل ما تقدمه من الكتب السماوية، وكانت منزلته فوق منزلتها، قال تعالى: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم [الزخرف : 4]. وقال -سبحانه-: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه [المائدة: 48].

قال علماء التفسير: "وعلو القرآن على سائر كتب الله -وإن كان الكل من عنده- بأمور، منها: أنه زاد عليها بسور كثيرة؛ فقد جاء في الحديث أن نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- خص بسورة الحمد، وخواتيم سورة البقرة، وفي مسند الدارمي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إن السبع الطوال مثل التوراة ، والمئين مثل الإنجيل، والمثاني مثل الزبور، وسائر القرآن بعد هذا فضل" وأخرج الإمام أحمد والطبراني، عن واثلة بن الأسقع، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل" (2)
والسبع الطوال: من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الأعراف، فهذه ست سور، واختلفوا في السابعة أهي الأنفال وبراءة معا؛ لعدم الفصل بينهما بالبسملة، بجعل الأنفال وبراءة بمنزلة سورة واحدة أم هي سورة يونس؟
والمئون: هي السور التي تزيد على مائة آية، أو تقاربها، والمثاني هي السور التي تلي المئين في عدد الآيات، أو هي السور التي يكون عدد آياتها أقل من مائة آية؛ لأنها تثنى أي تكرر أكثر مما تثنى الطوال والمئون.

وأما المفصل: فهو ما يلي المثاني من قصار السور. وقد اختلف في أوله فقيل: من أول سورة الصافات، وقيل: من أول سورة الفتح، وقيل: من أول سورة الحجرات، وقيل: من أول سورة ق -وهو الذي رجحه الحافظان: ابن كثير، وابن حجر- وقيل غير ذلك، واتفقوا على أن منتهى المفصل آخر القرآن الكريم.

ومنها: أن الله جعل أسلوبه معجزا، وإن كان الإعجاز في سائر كتب الله -تعالى- من حيث الإخبار عن المغيبات، والإعلام بالأحكام، ولكن ليس فيها الأسلوب الخارج عن المعهود، فكان القرآن أعلى منها بهذه المعاني وأمثالها وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم [الزخرف :4].

ومما يدل على هذا أيضا قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس قال الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن ص 102، 103: "وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم -القرآن- الذي شرفه الله -تعالى- على كل كتاب أنزله، وجعله مهيمنا عليه، وناسخا له وخاتما له؛ لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة، وهذا القرآن نزل منجما بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به، وبمن أنزل عليه، فكل مرة كنزول كتاب من الكتب المتقدمة" انتهى.

وهذا الكتاب المبارك قرر كثيرا من الحقائق العلمية الكونية في معرض الاستدلال على وجود الله وقدرته ووحدانيته، قال تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وحث على الانتفاع بكل ما يقع تحت أبصارنا في الحياة مما خلقه الله قال -سبحانه-: قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وقال -جلت قدرته-: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
فعلى المسلمين أن يعملوا أفكارهم في علوم الكون، ولا يحرموا أنفسهم فوائد التمتع بثمرات هذه القوى العظيمة التي أودعها الله لخلقه في خزائن سماواته وأرضه.

نعم إن الحديث عن القرآن الكريم لا ينضب معينه، فهو الذي حبب إلى المسلمين العدل والشورى، وكره إليهم الظلم والاستبداد، شعار متبعيه: قوة الإيمان، وإنكار الذات، والإيثار، والرحمة فيما بينهم.

فلنعش مع القرآن الكريم: تلاوة وفهما، وعملا وحفظا، فمعايشة القرآن من أجل الأعمال التي يتصف بها المؤمنون، قال تعالى: إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور
فالله -تبارك وتعالى- يشيد في هاتين الآيتين بالتالين لكتابه، تلاوة مصحوبة بالتدبر الذي ينشأ عنه الإدراك والتأثر، ومما لا شك فيه أن التأثر يفضي بالقارئ -لا محالة- إلى العمل بمقتضى قراءته.

لذا أتبع الحق -تبارك وتعالى- القراءة بإقامة الصلاة، وبالإنفاق سرا وعلانية من فضل الله، ثم برجاء القارئين بسبب ذلك تجارة لن تبور، فهم يعرفون أن ما عند الله خير مما ينفقون، ويتاجرون تجارة تؤدي إلى توفيتهم أجورهم، وزيادتهم من فضل الله، إنه -سبحانه- غفور شكور، يغفر التقصير، ويشكر الأداء.

إذن فلا بد من قراءة القرآن، قراءة متدبرة واعية، تكون سببا في فهم الجمل القرآنية، فهما دقيقا، فإن عز على القارئ شيء في فهم المعنى سأل أهل الذكر، قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون والمدارسة القرآنية مطلوبة دائما، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه (3) "
وقوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله (4) " ليس البيت قيدا؛ بدلالة رواية مسلم الأخرى: "لا يقعد قوم يذكرون الله -عز وجل- إلا حفتهم الملائكة…" فإذا اجتمعوا في مكان آخر غير المسجد كان لهم هذا الفضل أيضا، فالتقييد ببيت الله خرج مخرج الغالب، فلا مفهوم له، فالاجتماع للتلاوة، والمدارسة للتفقه في آيات الله، وما دلت عليه من أحكام وعبر في أي مكان يترتب عليه هذا الفضل، وإن كان الاجتماع للتلاوة والمدارسة في المسجد أفضل من الاجتماع في أي مكان آخر؛ لما في المسجد من مزايا وخصائص ليست في غيره.

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف (5) "
وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وهذا يدل على بيان فضل تعليم القرآن والترغيب فيه، وقد سئل سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك، أو يقرأ القرآن؟ فقال: يقرأ القرآن؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
ومكث الإمام أبو عبد الرحمن السلمي يعلم القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنة بسبب سماعه لهذا الحديث، وكان إذا روى هذا الحديث يقول: ذلك الذي أقعدني مقعدي هذا.

قال الحافظ ابن كثير في فضائل القرآن (6) : "والغرض أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وهذه صفات المؤمنين المتبعين للرسل، وهم الكمل في أنفسهم المكملون لغيرهم، وذلك جمع بين النفع القاصر والمتعدي، وهذا بخلاف صفة الكفار الجبارين الذين لا ينفعون، ولا يتركون أحدا ممن أمكنهم أن ينتفع، كما قال الله في حقهم: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب [النحل :88]. وكما قال تعالى: وهم ينهون عنه وينأون عنه [الأنعام : 26]. في أصح قولي المفسرين في هذا، وهو أنهم ينهون الناس عن اتباع القرآن مع نأيهم وبعدهم عنه أيضا، فجمعوا بين التكذيب والصد، كما قال تعالى: فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها [الأنعام: 157]. فهذا شأن شرار الكفار كما أن شأن الأخيار الأبرار أن يتكملوا في أنفسهم، وأن يسعوا في تكميل غيرهم، كما في هذا الحديث، وكما قال تعالى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين [فصلت: 33].

فجمع بين الدعوة إلى الله سواء كان بالأذان أو بغيره من أنواع الدعوة إلى الله -تعالى- من تعليم القرآن والحديث والفقه، وغير ذلك مما يبتغى به وجه الله، وعمل هو في نفسه صالحا، وقال قولا صالحا -أيضا- فلا أحد أحسن حالا من هذا. انتهى.

وكما شملت رحمة الله -تعالى- التالين لكتابه، المقيمين لحدوده شملت أيضا المستمعين له، قال تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم [الأنفال: 2 - 4].

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأ علي. قلت: يا رسول الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: نعم إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال: حسبك. فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان (7)
قال الإمام النووي (8) "وفي هذا الحديث فوائد، منها: استحباب استماع القراءة، والإصغاء إليها والبكاء عندها، وتدبرها واستحباب طلب القراءة من غيره ليستمع له، وهو أبلغ في التفهم والتدبر من قراءته بنفسه". انتهى.

فيجب على كل مسلم أن يعرف للقرآن الكريم حقه، وأن يراعي حرمته، وأن يلتزم حدود الدين عند الاستماع لآي القرآن الكريم، وأن يقتفي آثار السلف الصالح في تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه، فقد كانوا شموسا مضيئة، يحتذى بهم في كمال الخشوع والتأثر، مؤمنين بقول الله -تعالى-: وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين [الشعراء: 192 - 195].

حقا، إن القرآن الكريم بألفاظه ومعانيه كلام الله، وهو المنهج السماوي للبشر كافة، وللخلق عامة، وهو المرجع الأول في أمور دين المسلمين، وهو الحكم الذي إليه يحتكمون، وفصل قضائه الذي إليه ينتهون، والأحكام التي وردت في القرآن الكريم لم تصدر دفعة واحدة، بل نزلت تدريجيا طوال مدة الرسالة، فبعضها لتثبيت فؤاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقوية قلبه، وبعضها لتربية هذه الأمة الناشئة، علما وعملا، والبعض الآخر نزل بمناسبة حالات وقعت فعلا للمسلمين في حياتهم اليومية، في أوقات مختلفة، وأزمنة متفرقة، فكلما وقع منها حادث نزل من القرآن الكريم ما يناسبه ويوضح حكم الله فيه، من ذلك الأقضية والوقائع التي كانت تحدث في المجتمع الإسلامي في عهد التشريع، فيحتاج المسلمون إلى معرفة حكمها، فتنزل الآيات مبينة حكم الله فيها، كتحريم الخمر.

فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة وهم يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، فسألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهما فأنزل الله: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما [البقرة: 219]. فقال الناس: ما حرم علينا إنما قال: ( فيهما إثم كبير ) كانوا يشربون الخمر، حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين، أم أصحابه في المغرب، خلط في قراءته، فأنزل الله فيها آية أغلظ منها: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون [النساء: 43]. وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق، ثم أنزلت آية أغلظ من ذلك: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون [المائدة: 90].

قالوا: انتهينا ربنا .فقال الناس: يا رسول الله: ناس قتلوا في سبيل الله، أو ماتوا على فرشهم، كانوا يشربون الخمر، ويأكلون الميسر، وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان، فأنزل الله: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين [المائدة : 93]. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو حرمت عليهم لتركوها كما تركتم" (9)
وفي صحيح البخاري (10) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر مناديا ينادي، فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت؟ قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت. فقال لي: اذهب فأهرقها. قال: فجرت في سكك المدينة. قال: وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ، فقال بعض القوم: قتل قوم وهي في بطونهم، قال: فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
مما تقدم نعلم أن: النهي عن الخمر وقع مدرجا ثلاث مرات: حين نزلت آية سورة البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما
وقد تضمن ذلك نهيا غير جازم، فترك شرب الخمر ناس كانوا أشد تقوى، فقال عمر رضي الله عنه: "اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا"، ثم نزلت آية سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فتجنب المسلمون شربها في الأوقات التي يظن بقاء السكر فيها إلى وقت الصلاة، فقال عمر رضي الله عنه: "اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا". ثم نزلت آية سورة المائدة يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون
عند ذلك قال عمر -رضي الله عنه- عندما دعي وقرئت عليه: "انتهينا".

وهكذا كان التدرج في التشريع؛ ليطهر الله -سبحانه وتعالى- الأمة الإسلامية من العادات المخالفة لمنهج الله، ويكملهم بالفضائل من الصفح والحلم، والإيثار والمحبة والأمانة، ورعاية الجوار والعدل، وغير ذلك من كريم الخصال.

فالله -تعالى- وحده هو المشرع لعباده، قال تعالى: إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين [الأنعام:57]. ولا يشرع للناس إلا ما فيه خيرهم وسعادتهم، سواء أظهرت الحكمة من ذلك أم لم تظهر.

والقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع.

وأما السنة النبوية فهي المصدر الثاني للتشريع، ولا خلاف بين الفقهاء على أنها حجة في التشريع بجانب القرآن الكريم، قال عز من قائل: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا [النساء: 59]. وقال -سبحانه-: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم [النحل: 44]. وقال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [الحشر: 7].

وهاهو الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله يحدد في كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين) دور السنة بالنسبة للقرآن الكريم فيقول (11) : "السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون موافقة له من كل وجه، فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتضافرها.

والثاني: أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن، وتفسيرا له.

والثالث: أن تكون موجبة لحكم سكت القرآن عن إيجابه، أو محرمة لما سكت عن تحريمه، ولا تخرج عن هذه الأقسام، فلا تعارض القرآن بوجه ما".

لذا فالسنة قد تؤكد ما ورد في القرآن الكريم من أحكام، وقد تفسر نصوصه، أو تفصل ما أجمل من أحكامه، وقد تنشئ حكما لحالات لم يرد بشأنها نص في الكتاب، ومع ذلك لا يلجأ إلى السنة دليلا للأحكام إلا عند خلو القرآن من نص يفي بالمطلوب، فالسنة هي التي وضحت لنا -نحن المسلمين- أن الصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة، وهي التي بينت لنا عدد ركعاتها وأركانها، وهي التي بينت لنا حقيقة الزكاة، وعلى من تجب وأنصبتها، وكيفية الحج والعمرة، وأن الحج لا يجب إلا مرة واحدة في العمر، وبينت مواقيته، وعدد الطواف.

فعلى كل من يدعي أنه متمسك بالقرآن، ويهجر السنة أن يبادر إلى تجديد إيمانه، وبالرجوع إلى الله -تعالى- قال -سبحانه-: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى [طه : 82].

فالقرآن الكريم، والسنة المطهرة هما وحي الله إلى رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهما مصدرا التشريع الإسلامي الذي رد الإنسان إلى فطرته، وجعل منه بشرا يعرف طريقه إلى الحياة، مرددا قول الله -تعالى-: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله [الأعراف: 43].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________
(1) شرح الطحاوية 1/172
(2) مسند الإمام أحمد 2/107
(3) صحيح مسلم : ح 2699
(4) الترمذي : ح 3075
(5) صحيح البخاري: ح 4739
(6) فضائل القرآن 126 ، 127
(7) البخاري : ح 4582 ، ومسلم: ح 800 ، أبو داود: ح 3668
(8) شرح صحيح مسلم 6\88
(9) مسند الإمام أحمد 2/351 ، 352
(10) ح:4620
(11) 2/363

(1/1)

تعليقات كتب الجوال : أين الله؟

  (أين الله؟ )


بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية
(أين الله؟ )

سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟
الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري،والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ (( لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير ))لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: ( أين الله؟ ) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: ( كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟ ) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: (( فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله )).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: (( وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره )). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
•    وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
•    قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
•    قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
•    قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (( وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً )) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[ مجموع الفتاوى (5/256-261) ]

 

تعليقات كتب الجوال : الأربعين التي رواها شيخ الإسلام بالسند


الأربعين التي رواها شيخ الإسلام بالسند

لقراءة الكتاب من موبايلك .... إضغط هنا

للقراءة المباشرة تفضلوا

بسم الله الرحمن الرحيم رب أعن أخبرنا الزين أبو محمد عبد الرحمن بن العماد أبي بكر ابن زريق الحنبلي في كتابه إلي غير مرة أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن أحمد ابن عبد الحميد المقدسي سماعا في يوم السبت 24 صفر سنة 797 ( ح وكتب إلي الأشياخ الثلاثة : أبو إسحاق الحرملي وأبو محمد البقري وأبو العباس الرسلاني قالوا : أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي إذنا مطلقا قالا : أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة البارع الأوحد القدوة الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية قال الذهبي : بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة 721 . قال : الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما .

 الحديث الأول
 أخبرنا الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة ابن أحمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 667 أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن كليب قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءة عليه أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد [ بن إبراهيم ] بن مخلد البزاز أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء ابن عازب قال : { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج . قال : فلما قدمنا مكة قال : اجعلوا حجكم عمرة قال : فقال الناس : يا رسول الله قد أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة ؟ . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا الذي آمركم به فافعلوا قال : فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة رضي الله عنها غضبان فرأت الغضب في وجهه فقالت : من أغضبك أغضبه الله قال : ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر ولا أتبع } . رواه النسائي وابن ماجه من حديث أبي بكر ابن عياش مولده في صفر سنة 575 . وتوفي يوم الاثنين ثامن رجب سنة 668 .

الحديث الثاني
 أخبرنا الشيخ المسند كمال الدين أبو نصر عبد العزيز بن عبد المنعم ابن الخضر بن شبل بن عبد الحارثي قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة سادس شعبان سنة 669 بجامع دمشق أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر قراءة عليه في ربيع الآخر سنة 596 أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود ابن علي القدسي الصائغ وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي ؛ قراءة عليهما قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي المالكي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان حدثنا خيثمة حدثنا العباس بن الوليد حدثنا عقبة بن علقمة حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا إن الإيمان - إذا وقعت الفتن - بالشام } . مولده سنة 589 . وتوفي في شعبان سنة 672 .

الحديث الثالث
أخبرنا الإمام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 669 أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أخبرنا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود المحمودي العاني أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن بنت الكاغدي حدثنا أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطار حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث القيسي حدثنا وكيع ابن الجراح بن مليح الرواسي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد [ الخدري ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يدعى نوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم فيدعى قومه فيقال لهم : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته } فذلك قوله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } . قال : الوسط العدل " . مولده سنة 589 . توفي في صفر سنة 672 .

الحديث الرابع
 أخبرنا الفقيه سيف الدين أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن نجم ابن عبد الوهاب الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة عاشر شوال سنة 669 وأبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن القواس والمؤمل بن محمد البالسي وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر العامري في التاريخ وأبو العباس أحمد بن شيبان وأبو بكر بن محمد الهروي وأبو زكريا يحيى ابن أبي منصور بن الصيرفي وأبو الفرج عبد الرحمن بن سليمان البغدادي والشمس بن الزين والكمال عبد الرحيم وابن العسقلاني وزينب بنت مكي وست العرب . قال الأول وابن شيبان وزينب : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزذ . وقال الباقون وابن شيبان : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي زاد ابن الصيرفي فقال : وأبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا قراءة عليه قالوا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني حميد عن { أنس : أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فجاء أخوها أنس بن النضر فقال : يا رسول الله انكسر سن الربيع ؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها - قال : - يا أنس كتاب الله القصاص فعفا القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره . } . أخرجه البخاري عن الأنصاري . مولده سنة 592 . وتوفي في شوال سنة 672 .

الحديث الخامس
أخبرنا الحاج المسند أبو محمد أبو بكر ابن محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهروي في رابع ربيع الأول سنة 668 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري قال حدثني حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال : قلت : يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره . ظالما ؟ قال : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه } . أخرجه البخاري عن عثمان بن أبي شيبة عن هشيم . وأخرجه الترمذي عن محمد بن حاتم عن الأنصاري - كما أخرجناه - وقال : حسن صحيح . وأخبرنا به الشيخ شمس الدين بن أبي عمر قراءة عليه أخبرنا أبو اليمن الكندي ( فذكره . مولده سنة 594 . وتوفي في رجب سنة 673 .

الحديث السادس
أخبرنا الشيخ المسند زين الدين أبو العباس المؤمل بن محمد بن علي ابن محمد بن علي بن منصور بن المؤمل البالسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 669 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري قال : حدثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . } . رواه البخاري ومسلم بمعناه من رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس . مولده سنة 602 وقيل ثلاث . وتوفي في رجب سنة 677 .

الحديث السابع
أخبرنا الشيخ العدل رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان العامري قراءة عليه وأنا أسمع سنة 669 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري حدثني التيمي حدثنا أنس بن مالك قال : { عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فشمت - أو فشمت - أحدهما ولم يشمت الآخر - أو فشمته ولم يشمت الآخر - فقيل : يا رسول الله عطس عندك رجلان فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر - أو فشمته ولم تشمت الآخر - فقال : إن هذا حمد الله فشمته وأن هذا لم يحمد الله فلم أشمته . } . رواه البخاري عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري . ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن حفص بن غياث . كلاهما عن التيمي . توفي في ذي الحجة سنة 682 .

الحديث الثامن
 أخبرنا الإمام العالم الزاهد كمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن علي الحراني ابن الصيرفي قراءة عليه في شوال سنة 668 أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة ابن الديبقي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز قراءة عليه في حادي عشرين جمادى الأولى سنة 534 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر ابن المسلم المعدل إملاء من لفظه باستملاء شيخنا أبي بكر الخطيب في صفر سنة 463 أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { آية المنافق ثلاثة : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان } .

الحديث التاسع
أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم البارع جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن سليمان بن سعيد بن سليمان البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 668 أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زبد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن المقري أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص سنة 390 حدثنا يحيى حدثنا يونس حدثنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن محمد بن عمير عن أبي هريرة قال : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين وعن لبستين : أن يلبس الرجل الثوب الواحد ويشتمل به ويطرح أحد جانبيه على منكبه ويحتبي في الثوب الواحد . وأن يقول : انبذ إلي ثوبك وأنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلبا } . مولده سنة 585 بحران . وتوفي في شعبان سنة 670 بدمشق .

الحديث العاشر
 أخبرنا شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير بن القواس الطائي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 675 وأبو الحسن ابن البخاري قالا : أخبرنا أبو العباس الخضر بن كامل ابن سالم السروجي قراءة عليه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقري . وقال الفخر البخاري : أخبرنا أبو اليمن الكندي أيضا أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قالا : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون ابن أخي ميميي الدقاق حدثنا عبد الله حدثنا داود حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من أعتق رقبة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه } رواه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عن داود بن رشيد ورواه مسلم عن داود نفسه . ورواه الترمذي عن قتيبة عن الليث عن ابن الهاد عن عمر بن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة . ولد سنة 602 وتوفي في ربيع الآخر سنة 682 .

الحديث الحادي عشر
 أخبرنا المشايخ الصلحاء المسندون أبو عبد الله محمد بن بدر بن محمد بن يعيش الجزري وأبو العباس أحمد بن شيبان وأبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن العسقلاني وزينب بنت أحمد بن كامل قراءة عليهم وأنا أسمع في شعبان سنة 675 بقاسيون قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد البيضاوي ؛ قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلم المعدل أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز البغوي حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا إسماعيل ابن جعفر . قال البغوي : وحدثني صالح بن مالك حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال البغوي : وحدثني جدي حدثنا يزيد بن هارون . كلهم عن حميد . عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت : ومن هو ؟ قالوا : عمر بن الخطاب } . واللفظ لابن مطيع . توفي في شعبان سنة 675 .

الحديث الثاني عشر
 أخبرنا الفقيه الإمام العالم العامل زين الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي الفرج بن أبي طاهر بن محمد بن نصر عرف بابن السديد الأنصاري الحنفي قراءة عليه في رجب سنة 675 أخبرنا أبو اليمن زيد ابن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه وأخبرتنا زينب بنت مكي قالت : أخبرنا أبو حفص ابن طبرزذ . قالا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن الأنصاري أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا محمد بن موسى القرشي حدثنا عون بن عمارة حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { الصائم بالخيار ما بينه وبين نصف النهار } . توفي في جمادى الأولى سنة 677 وله ثلاث وسبعون سنة

الحديث الثالث عشر
 أخبرنا الشيخ الإمام المقرئ الرئيس الفاضل كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي السعدي قراءة عليه وأنا أسمع في رمضان سنة 674 أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي سنة 455 أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا شريح بن يونس ومحمد بن يزيد الآدمي وابن البزار وهارون بن عبد الله قالوا : حدثنا معن عن معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عقبة بن عامر الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة } . أخبرناه عاليا بدرجة ويوافقه أحمد بن عبد الدائم أخبرنا ابن كليب أخبرنا ابن بيان حدثنا ابن مخلد أخبرنا الصفار حدثنا ابن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير ( فذكره . مولده سنة 596 . وتوفي في صفر سنة 676 .

الحديث الرابع عشر
 أخبرنا الإمام المسند زين الدين أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم بن سلامة بن الحداد الدمشقي بقراءتي عليه وأنا أسمع في ربيع الأول سنة 675 قلت له : أخبرك أبو سعيد خليل ابن أبي الرجاء بن أبي الفتح الراراني إجازة وقرئ على والدي وأنا أسمع بحران سنة 666 أخبرك يوسف بن خليل أخبرنا الراراني أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال : { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبلا ممدودا بين ساريتين من سواري المسجد . قال : ما هذا الحبل ؟ قالوا : يا رسول الله فلانة تصلي ما عقلت ؛ فإذا غلبت أخذت به قال : فلتصل ما عقلت ؛ فإذا غلبت فلتنم } . مولده في ربيع الأول سنة 609 وتوفي في يوم عاشوراء سنة 678

الحديث الخامس عشر
أخبرنا العدل المسند أمين الدين أبو محمد القاسم بن أبي بكر ابن قاسم بن غنيمة الإربلي وأبو بكر ابن عمر بن يونس المزي الحنفي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان العامري ؛ قراءة عليهم وأنا أسمع سنة 677 . قال الأول : أخبرنا أبو الحسن المؤيد عن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي . وقال الآخران : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني قراءة عليه أخبرنا الفراوي إجازة أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر ابن محمد بن عبد الغافر الفارسي أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى ابن عمرويه الجلودي أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج القشيري حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد كلهم عن حماد . قال خلف : حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد حدثنا أبو هريرة قال : قال محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم { أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار } ولد الإربلي في سنة 595 أو قبلها بإربل وتوفي في جمادى الأولى سنة 680 وولد المزي سنة 593 وتوفي في شعبان سنة 680 .

الحديث السادس عشر
أخبرنا الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء بن حسن الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 667 وأبو العباس ابن علان وأبو العباس ابن شيبان قالوا : أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب التميمي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه حدثني أبي أحمد بن محمد حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من اقتنى كلبا - إلا كلب ماشية أو كلب قنص - نقص من أجره كل يوم قيراطان } . مولده سنة 595 . وتوفي في جمادى الأولى سنة 673 .

الحديث السابع عشر
 أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة 667 بقاسيون وابن شيبان وابن العسقلاني وابن الحموي قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ابن الحصين أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن سلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن { أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان القوم يصعدون عقبة أو ثنية فإذا صعد الرجل قال : لا إله إلا الله والله أكبر - قال : أحسبه قال بأعلى صوته - ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يعرضها في الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا موسى إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا . ثم قال : يا عبد الله بن قيس - أو يا أبا موسى - ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة . قال قلت : بلى يا رسول الله قال : قل : لا حول ولا قوة إلا بالله } مولده سنة 597 . وتوفي في سنة 682 .

الحديث الثامن عشر
 أخبرنا المسند الأصيل العدل مجد الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر بن هبة الله بن عساكر الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة 667 أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن بن هبة الله بن عساكر قراءة عليه أخبرنا أبو الدر ياقوت ابن عبد الله الرومي التاجر مولى ابن البخاري قراءة عليه . وأخبرتنا زينب بنت مكي وإسماعيل بن العسقلاني قالا : أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري وأبو بكر أحمد بن الأشقر الدلال وأبو غالب محمد بن أحمد بن قريش وأبو بكر أحمد بن دحروج . قالوا جميعهم : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزار مرد الصريفيني قراءة عليه حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص إملاء في شعبان سنة 393 حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن البغوي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مبارك ابن فضالة حدثنا الحسن عن أنس قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جانب خشبة مسندا ظهره إليها . فلما كثر الناس قال : ابنوا لي منبرا له عتبتان فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أنس : وأنا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه من الله عز وجل فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه } . مولده سنة 587 . وتوفي في ذي القعدة سنة 699 .

الحديث التاسع عشر
 أخبرنا الشيخ الإمام الصدر الرئيس شمس الدين أبو الغنائم المسلم ابن محمد بن المسلم بن علان القيسي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 680 وأبو الحسن بن البخاري قالا : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري إملاء أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { قال الله عز وجل : الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى الله عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } . ولد سنة 594 . وتوفي في سادس ذي الحجة سنة 680 .

الحديث العشرون
أخبرنا الرئيس عماد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الصعر بن السيد بن الصانع الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 676 وأبو العز يوسف بن يعقوب بن المجاور والمسلم بن علان قالوا : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز الشيباني قراءة عليه أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها } . رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي موسى . توفي في رمضان سنة 679 .

الحديث الحادي والعشرون
 أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي بن الحسين الدرجي القرشي قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة 680 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني إجازة أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال سمعت سفيان بن عيينة يقول : [ حدثنا ] عاصم عن { زر قال : أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي : ما جاء بك ؟ قلت : جئت ابتغاء العلم . قال : فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب . قلت : حك في نفسي - أو صدري - المسح على الخفين بعد الغائط والبول فهل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا ؟ قال : نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ؛ ولكن من غائط أو بول أو نوم . قلت : هل سمعته يذكر الهدى ؟ قال : نعم بينا نحن معه في مسير إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري فقال : يا محمد فأجابه على نحو من كلامه : هاؤم قال : أرأيت رجلا يحب قوما ولم يلحق بهم ؟ قال : المرء مع من أحب . ثم لم يزل يحدثنا أن من قبل المغرب بابا يفتح الله عز وجل للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ولا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله وذلك قول الله : { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها } . . الآية . ولد سنة 599 . وتوفي في صفر سنة 671 .

الحديث الثاني والعشرون
 أخبرنا نجيب الدين أبو المرهف المقداد بن أبي القاسم هبة الله ابن المقداد بن علي القيسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر قراءة عليه أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا أبو محمد بن ماسي حدثنا أبو مسلم الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام - أو قال ثلاث ليال } - .

الحديث الثالث والعشرون
 أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عامر بن أبي بكر الغسولي بقراءتي عليه في سنة 682 أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب قراءة عليه أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا المعتمر بن سليمان حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن { عامر بن سعد عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن . قال : أو مسلم } . توفي في جمادى الآخرة سنة 684 وقد قارب الثمانين .

الحديث الرابع والعشرون
 أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن البخاري المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 681 والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر سنة 667 أخبرنا أبو المحاسن محمد بن كامل بن أحمد التنوخي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن إبراهيم الحنائي حدثنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الوليد بن موسى بن راشد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الكلابي من لفظه أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان العقيلي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي حدثنا مالك بن أنس حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة } . رواه البخاري عن القعنبي عن مالك . ولد في سلخ سنة 595 . وتوفي في ربيع الآخر سنة 690 .

الحديث الخامس والعشرون
 أخبرنا أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع سنة 684 أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري قراءة عليه في رمضان سنة 452 أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال : قال { عبد الله رضي الله عنه كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا : السلام على الله دون عباد الله السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وعلى فلان . فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات . السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله } . أخرجه البخاري وأخرجه مسلم عن ابن المثنى عن غندر عن شعبة عن منصور كلاهما عن شقيق . مولده سنة 599 . وتوفي في صفر سنة 685 .

الحديث السادس والعشرون
 أخبرنا أبو يحيى إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد بن عبد الكريم العسقلاني بقراءتي عليه في سنة 681 وأبو العباس بن شيبان والجمال أحمد بن أبي بكر الحموي وأبو الحسن بن البخاري وعلي بن محمود بن شهاب قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الجرار حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق ومعه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت : يا رسول الله لي إليك حاجة فقال : يا أم فلان ؛ اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك ففعلت ؛ فجلس إليها حتى قصت حاجتها } . رواه أحمد عن عبد الله بن بكر . سمع ابن العسقلاني في الرابعة سنة 599 . وتوفي في رمضان سنة 682 ومولد ابن شهاب في سنة 595 وتوفي في رمضان سنة 680 .

الحديث السابع والعشرون
أخبرنا الشيخ الجليل الصالح كمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن يوسف بن قدامة المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة 680 وأبو العباس بن شيبان أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزار وأبو المواهب أحمد [ بن محمد ] بن عبد الملك بن ملوك الوراق قالا : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أخبرنا محمد بن أحمد بن الغطريف حدثنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم عن هشام وشعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { العائد في هبته كالعائد في قيئه } متفق عليه . ولد في حدود سنة 598 . وتوفي في جمادى الأولى سنة 680 .

الحديث الثامن والعشرون
 أخبرنا الشيخ الثقة زين الدين أبو بكر محمد بن أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنماطي قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة 668 وأبو حامد ابن الصابوني والرشيد محمد بن محمد العامري قالوا أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن بكر بن عثمان الأزدي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زريق بانتقاء خلف الحافظ حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المهدي قراءة عليه حدثنا أبو عمرو الحارث بن مسكين حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر . فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبل } . وكان ابن عمر يقتل كل حية فرآه أبو لبابة - أو زيد بن الخطاب - وهو يطارد حية فقال له : قد نهي عن دواب البيوت . أخبرنا به هبة الله بن محمد الحارثي والشيخ شمس الدين بن أبي عمر وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا ابن ملاعب أخبرنا الأرموي أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو أحمد الفرضي حدثنا أبو بكر المطيري أخبرنا بشر بن مطر حدثنا سفيان ( فذكره . ولد سنة 609 وتوفي في ذي الحجة سنة 684 بالقاهرة .

الحديث التاسع والعشرون
 أخبرنا الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد المقدسي سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وإسماعيل بن العسقلاني قال الأولان : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي وقال الآخران : أخبرنا أبو حفص ابن طبرزذ . قالا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمد الخفاف قراءة عليه وأنا أسمع سنة 447 أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قراءة عليه في سنة 373 حدثنا محمد بن هارون حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب حدثنا سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يقيم إلا من أذن } . مولده سنة 606 . وتوفي في ذي القعدة سنة 689 .

الحديث الثلاثون
أخبرنا الأصيل المسند نجم الدين أبو العز يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي المجاور الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع في المحرم سنة 680 والمسلم بن علان قالا : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز الشيباني أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب حدثني علي بن الحسن بن المثنى العنبري بأستراباد حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سعيد الجوهري البغدادي بأرجان حدثنا الحسن بن عرفة . قال الخطيب . وأخبرنا أبو عمر بن مهدي وجماعة قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن } . لفظ حديث الجوهري رواه الترمذي عن ابن عرفة وابن حجر . ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار . كلهم عن إسماعيل . وأخبرنا عاليا أحمد بن عبد الدائم قراءة عليه أخبرنا [ أبو ] الفرج بن كليب أخبرنا أبو القاسم بن بيان أخبرنا أبو الحسن بن مخلد أخبرنا الصفار ( فذكره . مولده في سنة 601 . وتوفي في ذي القعدة سنة 690

الحديث الحادي والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو حامد محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن علي بن الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع في رمضان سنة 668 أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قراءة عليه أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي سنة 526 أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي الصعب حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان البصري حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال : سألت الزهري عن التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عروة عن عائشة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى بابنة الجون فدنا منها قالت : أعوذ بالله منك قال : الحقي بأهلك تطليقة } . قال أبو زرعة : لم يروه من الأئمة في الحديث غير الأوزاعي . مولده سنة 604 . وتوفي في ذي القعدة سنة 680 .

الحديث الثاني والثلاثون
 أخبرنا الجمال أحمد بن أبي بكر بن سليمان الواعظ بن الحموي بقراءتي عليه وأنا أسمع في رجب سنة 680 وقراءة عليه في سنة 681 أيضا أخبرنا أبو محمد عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندويه قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 610 أخبرنا أبو المحاسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور البزار قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي في سنة 315 حدثنا أبو عثمان طالوت بن عباد الصيرفي من كتابه حدثنا فضال بن جبير سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا اؤتمن فلا يخن وإذا وعد فلا يخلف . غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم } . ولد في حدود سنة ستمائة وتوفي في ذي الحجة سنة 687 .

الحديث الثالث والثلاثون
 أخبرنا الشيخ الأمين الصدوق شمس الدين أبو غالب المظفر بن عبد الصمد بن خليل الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة 684 وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عباس الفاقوسي وأبو عبد الله [ محمد ] بن محمد بن سليمان العامري أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بانتقاء عبد الغني بن سعيد حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب حدثني طلحة بن أبي سعيد أن سعيدا المقبري حدثه عن أبي هريرة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من احتبس فرسا في سبيل الله عز وجل إيمانا بالله وتصديق موعود الله كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة } . توفي في جمادى الأولى سنة 688 وعمره اثنان وثمانون سنة . وتوفي الفاقوسي في شعبان سنة 682 وله خمس وسبعون سنة .

الحديث الرابع والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام محيي الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي بقراءتي عليه وأنا أسمع سنة 682 وأبو حامد الصابوني . قالا : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أخبرنا القاضي أبو الحسين علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي سنة 390 حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثنا عبد الرحمن بن جابر الكلاعي حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا العلاء بن سليمان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء . فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلو } وأخبرناه عاليا أبو الحسن بن البخاري أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر أخبرنا علي بن إبراهيم الباقلاني حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مالك بن أنس وحفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ( فذكره . أخرجه البخاري ومسلم من حديث هشام . مولده سنة 599 . وتوفي في ثالث ذي القعدة سنة 682 .

الحديث الخامس والثلاثون
أخبرنا أقضى القضاة نفيس الدين أبو القاسم هبة الله بن محمد بن علي بن جرير الحارثي الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 679 والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر وأحمد بن شيبان . قالوا : أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن ملاعب البغدادي قراءة عليه أخبرنا الإمام أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 546 أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري سنة 465 أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المطيري سنة 333 أخبرنا أبو أحمد بشر بن مطر الواسطي بسر من رأى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار في حقه } . توفي في صفر سنة 680 وله ثلاث وسبعون سنة .

الحديث السادس والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن وشمس الدين عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسيان ؛ قراءة عليهما وأنا أسمع في سنة 681 . قالا : أخبرنا الشريف أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمرون البكري قراءة عليه أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبرنا جدي أخبرنا أبو الحسين الخفاف أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله } . ولد في سنة 607 . وتوفي في جمادى الأولى سنة 688 .

الحديث السابع والثلاثون
 أخبرتنا الشيخة الصالحة أم الخير ست العرب بنت يحيى بن قايماز بن عبد الله التاجية الكندية قراءة عليها وأنا أسمع في رمضان سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وابن العسقلاني وأبو الحسن بن البخاري . قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء قراءة عليه وأنا أسمع سنة 524 أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري قراءة عليه أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا محمد بن يونس بن موسى حدثنا أبو عاصم النبيل عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم عن عائشة : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من جنابة فيأخذ حفنة لشق رأسه الأيمن ثم يأخذ حفنة لشق رأسه الأيسر } . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي موسى الزمن عن أبي عاصم . ولدت في سنة 599 . وتوفيت سنة 684 .

الحديث الثامن والثلاثون
أخبرتنا الشيخة الجليلة الأصيلة أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم علي بن أبي محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر قراءة عليها وأنا أسمع في رمضان سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وست العرب بنت يحيى بن قايماز . قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الشيباني قراءة عليه أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قراءة عليه في سنة 354 أخبرنا أبو القاسم محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن { أنس قال : مطرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر عن رأسه حتى أصابه المطر فقلت له : لم صنعت هذا يا رسول الله ؟ قال : إنه حديث عهد بربه عز وجل } ولدت سنة 598 . وتوفيت في شعبان سنة 683 .

الحديث التاسع والثلاثون
أخبرتنا الصالحة العابدة المجتهدة أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني وأحمد بن شيبان وإسماعيل بن العسقلاني وفاطمة بنت علي بن عساكر ؛ قراءة عليهم . قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت { البراء قال : لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له موضع في الجنة } . رواه البخاري عن سلمان بن حرب . ولدت في سنة 598 . وتوفيت في شوال سنة 688 .

الحديث الأربعون
 أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن كامل المقدسية قراءة عليها وأنا أسمع سنة 684 وأبو عبد الله بن بدر وأبو العباس بن شيبان وابن العسقلاني . قالوا أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا ابن البيضاوي والقزاز وابن يوسف قالوا أخبرنا ابن المسلمة أخبرنا المخلص أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا الحسن بن إسرائيل النهرتيرى حدثنا عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن سليمان بن يسار عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام ثم يتم صومه } . ولدت سنة 601 وتوفيت في شوال سنة 687 .

والله أعلم