ملحوظة: لقد تم إغلاق باب التبادل الإعلانى البنرى حتى إشعار آخر .
مدونة مدون
مدونة مدون
jeudi 4 février 2010
17:07

روايات للجوال : تشارلز ديكنز..قصة مدينتين

قصة مدينتين

تشارلس ديكنز

لقراءة الرواية مباشرة تفضلوا

انكسر برميل مملؤ بالنبيذ الأحمر في احد شوارع حي (سانت انطوان ) الذي يعتبر من أفقر أحياء مدينة باريس و أكثرها بؤسا.. وعلى الفور ترك جميع الناس أعمالهم وأسرعوا إلى حيث تحطم البرميل.. واخذوا يحاولون شرب قطرات النبيذ قبل أن تبتلعها الأرض, وخلع بعضهم ثيابه واخذ يغمسها في النبيذ المسكوب ثم يعصرها في فمه..

وعلى ناصية الشارع كان هناك حانة فقيرة يقف أمام بابها صاحبها.. ( المسيو ديفارج )
بينما كانت زوجته ( مدام ديفارج ) منهمكة بشغل الإبرة بداخل الحانة.. وبعد لحظات وصل رجل عجوز هو ( مستطفولتها.لورى ) ومعه شابه صغيرة اسمها الآنسة لوسى مانيت.. ولهذه البائسة قصة غريبة بدأت في طفولتها .. حين ماتت أمها.. وبعد أن اختفى أبوها الدكتور مانيت.. ولم يعد احد يعرف مصيره.. وقد أرسلت الطفلة لوسى إلى انجلترا.. حيث كان أبوها يحتفظ بأمواله في بنك انجليزى هو ( بنك تلسون )

وتم تعيين المستر جارفيس لورى الذي كان يعمل بنفس البنك والذي كان صديقا للدكتور مانيت.. وصيا على هذه الطفلة وتولى العناية بمنشئتها وتعليمها.. وقد استعان المستر لورى بسيدة إنجليزية تدعى..مسز بروس.. لتقوم بتربية الطفلة ورعايتها.. فقامت هذه السيدة بواجبها خير قيام..حتى أصبحت بمثابة ألام للطفلة اليتيمة.. ومرت السنوات الطوال وأصبحت الطفلة لوسى شابة رقيقة جميلة

كان الجميع يظنون أن الدكتور مانيت قد توفى بعد أن انقطعت أخباره.. ولكن أخبارا جديدة وصلت تؤكد أن الدكتور مانيت مازال حيا.. وانه كان مسجونا بسجن الباستيل بباريس.. وقد أطلق سراحه أخيرا وانه الآن في رعاية المسيو ديفارج.. صاحب الحانة والذي كان يعمل من قبل في خدمة الدكتور

لذلك فقد جاءت الآنسة لوسى مانيت ومعها المستر لورى.. للقاء بوالدها وبحث أحواله.. التي سمعت إنها سيئة إلى حد كبير, وأخذهما مسير ديفارج إلى حجرة صغيرة بأعلى الحانة.. وما أن فتح باب تلك الحجرة حتى أصيبت لوسى بالخوف والهلع.. حين رأت أباها الدكتور وقد ابيض شعره وانحنى ظهره.. وكان منهمك في صناعة الأحذية مستخدما منضده صغيرة عليها عدده وأدواته

كان منظر الدكتور في غاية البؤس, وهو منكب على صناعة حذاء حريمي لدرجة انه لم يلحظ أحدا ممن دخلوا إلى حجرته يريدون الحديث معه

تقدم صديقه العجوز مستر لورى.. إليه.. وسأله في صوت هادىء ألا تذكرني.. فلم يرد وسأله.. ما أسمك.. فقال بصوت ضعيف.. اسمي مائة وخمسة البرج الشمالي وكان يشير بهذا إلى رقم الزنزانة التي سجن فيها بسجن الباستيل الرهيب

وسأله هل كانت صناعة الأحذية هي حرفتك بالسجن.. وأخيرا قال مستر لورى.. يا صديقي الدكتور مانيت ألا تذكرني ؟ أنا جارفيس لورى.. صديقك الموظف ببنك تلسون بانجلترا

نظر إليه الدكتور المسكين بضعف وانكسار.. ثم انهمك من جديد في صناعة الحذاء.. وعندئذ اقتربت منه ابنته لوسى وملء عينيها العطف والشفقة..ووضعت يدها بحنان فوق ذراعه.. فالتفت إليها وسألها هل أنت ابنة سجاني في الباستيل ؟.. ثم بدأ ينظر إليها في اهتمام.. ويتحسس شعرها الذهبي ويبدو كما لو انه أفاق على حقيقة غريبة.. ومد يده إلى صدره.. واخرج قطعة ملفوفة من القماش.. يحتفظ بداخلها ببضع شعيرات ذهبية.. واخذ يتفحصها ويقارنها بشعر لوسى وبدت على وجهه كل مظاهر الحيرة..

وهنا قالت لوسى بعدبعد.مت راس أبيها إلى صدرها.. ستعرف من أنا فيما بعد .. ولكني أرجوك الآن أن تمنحني بركاتك.. وان تشكر الرب على نجاتك من تلك المحنة الرهيبة.. سآخذك معي إلى انجلترا لتعيش في سلام.. وذهب مستر لورى ومسيو ديفارج للإعداد لرحلة السفر الطويلة.. وبقيت الآنسة لوسى مع والدها الدكتور مانيت.. الذي نام على ذراعها كطفل صغير بريء.. وعندما عاد الرجلان أيقظاه وألبساه ملابس جديدة.. ووضعت لوسى يدها في يده و ساعدته على نزول درجات السلم..


وفى محكمة اولد بيلى بلندن.. انعقدت جلسة خاصة لمحاكمة شخص يسمى ( تشارلس دارنى )
كان متهما بجريمة .. مساعدة أعداء ملك انجلترا بناء على شهادة الشهود الذين كانوا حاضرين بالجلسة.. وكان الدكتور مانيت وابنته لوسى ضمن هؤلاء الشهود.. الذين ذكروا أنهم شاهدوا المتهم على ظهر السفينة التي كانت مبحرة من فرنسا إلى انجلترا.. وحاول النائب العام أن يثبت بكل الطرق أن المتهم قد ارتكب تلك الجريمة.. ولكن مستر سترايفر محامى المتهم قد فند أقوال جميع الشهود وافسد شهادتهم وأوضح عدم كفايتها..وبذلك انتهى المحلفون إلى قرارهم بأن المتهم غير مذنب..

ولكن الآنسة لوسى تأثرت جدا وأغمى عليها.. لأنها شعرت بأن شهادتها التي ذكرتها أمام المحكمة.. رغم أنها لم تكن تدين المتهم إلا أنها قد تتسبب في إيذائه.. وذلك بالرغم من أن تشارلس دارنى هذا.. كان نبيلا في تصرفه معها.. بل وساعدها كثيرا في رعاية والدها أثناء الرحلة على ظهر السفينة.. وكان من الواضح أن شيئا ما من العواطف الرقيقة قد ربط بين الاثنين.. تشارلس دارنى ولوسى مانيت ..

سيدنى كارتون هو مساعد المستر سترايفر المحامى .. وقد بذل جهدا كبيرا في المساعدة أثناء نظر القضية .. حتى حكم في النهاية ببراءة مستر دارنى من التهمة التي كانت موجهه إليه..ومن الغريب إن مستر كارتون يحس بشيء من عدم الارتياحتماما.ة بين مستر دارنى ولوسى مانيت..

وكان الدكتور مانيت قد عاد الآن إلى حالته الطبيعية تماما .. واخذ يمارس مهنة الطب في لندن.. ويقابل مرضاه في البيت الذي استأجره هناك .. ومع ذلك فقد كان الجميع يعاملونه بلطف شديد .. خوفا من أن تعود إليه حالة فقدان الذاكرة التي انتابته حينما كان مسجونا بالباستيل بباريس..
وكان أكثر الضيوف ترددا على منزل الدكتور مانيت وابنته هم المستر كارتون والمستر لورى.. والمستر تشارلس دارنى..

بعد عدة شهور من رحيل الدكتور مانيت إلى انجلترا.. وقعت إحدى الحوادث البشالفخمة.ينة باريس.. حيث داست عجلات العربة الفخمة..التي كانت يستقلها الماركيز ايفرموند.. على طفل صغير فقتلته.. لقد كانت العربة منطلقة بأقصى سرعة في شوارع باريس..وحواريها الضيقة المملوءة بالرجال والنساء والأطفال.. من أبناء الشعب الفرنسي الفقير البائس.. الذين يبدون جميعا كالعبيد أمام النبلاء في فرنسا..

توقفت عربة الماركيز ايفرموند قليلا.. بعد أن مات الطفل المسكين.. الذي حمله أبوه بين يديه وهو يبكى بكاء مرا.. لم يهتم له الماركيز الذي اخرج كيس نقوده.. وألقى بقطعة ذهبية على الأرض كتعويض عن مقتل الطفل المسكين.. وانطلقت العربة بعد ذلك خارجة من باريس.. ايفرموند. الريف حيث وصلت إلى المنطقة التي يقع فيها قصر الماركيز.. ايفرموند .. مارة بقرية صغيرة.. يعيش فيها عدد قليل من البؤساء الذين يعانون من دفع الضرائب الفادحة.. التي تفرضها عليهم الدولة والكنيسة.. وكان احد هؤلاء البؤساء هو عامل إصلاح الطرق.. الذي شاهد رجلا غريبا كان متعلقا بسلسلة أسفل عربة الماركيز.. واخبر الماركيز بذلك.. وطلب الماركيز ايفرموند من وكيله مسيو جابيل.. أن يحاول القبض على هذا الرجل..

وأخيرا دخل الماركيز إلى قصره.. وقال للخدم انه يتوقع وصول ابن أخيه من لندن إلى القصر.. وعرف من الخدم انه لم يصل بعد

وبينما كان الماركيز يتناول طعام عشائه .. وصل ابن أخيه.. لقد كان هو نفس الشخص الذي يعيش في لندن باسم تشارلس دارنى.. بينما اسمه الحقيقي هو تشارلس سانت ايفرموند.. وهو نبيل ينتمي إلى تلك العائلة الفرنسية .. التي يرأسها الماركيز .. وكان من الواضح أن الماركيز .. وابن أخيه الذي ترك كل أمواله .. وأملاكه في فرنسا كانا على غير وفاق.. وكان الشاب دارنى رافضا تماما تلك الغطرسة التي يتمتع بها نبلاء فرنسا .. فترك فرنسا وعمل في انجلترا كمدرس للغة الفرنسية ..

وفى الصباح الباكر وجد الماركيز مقتولا بسكين .. مغروس في قلبه وعلقت به ورقة تقول : هكذا انتقم جاكوس .. أرسلوه سريعا إلى قبره ..

وعاد تشارلس دارنى إلى انجلترا مرة أخرى .. حيث انتقل للعمل في جامعة كمبردج كمدرس للغة والآداب الفرنسية .. وبمرور الشهور تمكن الحب من قلبه وأصبح يتمنى الزواج من الآنسة لوسى .. ابنة الدكتور مانيت .. وصرح لوالدها بأن هذا الحب والزواج إن تم فلن يكون سببا للفراق بين الدكتور وابنته

ولكي يكون دارنى صادقا مع الدكتور فقد اعترف له بأن اسم دارنى ليس اسمه الحقيقي .. بل أن له اسما فرنسيا مختلفا .. فطلب منه الدكتور ألا يبوح الآن باسم عائلته واسمه الحقيقي .. واكتفى الاثنان بالاقتناع بأنهما فرنسيان خرجا من فرنسا .. لعدم استطاعتهما العيش داخل الأحوال السيئة السائدة الآن في بلدهما و التي تسوء يوما بعد يوم وتوشك على الانفجار من شدة الظلم الواقع على الشعب .. وقبل أن يفترق الاثنان .. وافق الدكتور لمستر دارنى على أن يفاتح لوسى في حبه لها وطلب الزواج منها ....

ومن الغريب أن المستر كارتون الذي يعمل مساعدا لمستر سترايفر المحامى كان يحب لوسى مانيت هو الأخر.. بل واعترف له بحبه وتجرأ على طلب الزواج منها .. ولكنها أخبرته في لطف وأدب شديد أنها تحترمه ولكنها لا تحبه.. ولا تستطيع أن تقبل الزواج منه .. فبكى مستر كارتون من شدة التأثر.. وطلب منها أن تحتفظ بذكرى هذا الاعتراف كسر لا يعرفه احد سواهما .. فوعدته بذلك .. واقسم لها بأنه سيظل مستعدا طول عمره لفدائها وفداء جميع من تحبهم الآن ومن سوف تحبهم في المستقبل ..

وفى فرنسا علم أهالي حي سانت انطوان ..بأن والد الطفل الذي قتل تحت عجلات عربة الماركيز .. قد قبض عليه بتهمة قتل الماركيز .. وشنقوه بنفس القرية التي يقع بها قصر الماركيز ايفرموند .. وأصبح من الواضح الآن أن مسيو ديفارج .. صاحب الحانة في حي سانت انطوان يترأس جماعة من أفراد الشعب الذين امتلأت قلوبهم بالحقد على طبقة النبلاء .. والذين قرروا فيما بينهم قتل وإبادة جميع أفراد عائلة ايفرموند ..وان يحرقوا القصر الذي تعيش فيه هذه العائلة النبيلة الظالمة ..


وفى انجلترا تزوج النبيل الفرنسي السابق .. تشارلس سانت ايفرموند ..الذي يعيش في انجلترا باسم آخر وهو تشارلس دارنى .. من الآنسة لوسى مانيت .. وأنجبا طفلة جميلة .. وكان يزورهما بين حين وآخر .. مستر كارتون ومستر لورى العجوز .. الذي ما زال يعمل في بنك تلسون لندن ..

وفى يوم ما قال المستر لورى ..أن الأحوال قد ساءت جدا في فرنسا .. وان معظم الملاك والنبلاء الفرنسيين . اخذوا يحولون أموالهم إلى انجلترا .. هربا من حالة الغليان التي أصبحت موشكة على الانفجار ..

بل لقد حدث الانفجار بالفعل في حي سانت انطوان .. وخرج الشعب مسلحا بكل ما وصلت إليه أيادي الناس.. من كل أنواع السلاح .. واندفعوا تحت قيادة المسيو ديفارج صوب سجن الباستيل.. وهاجموه وأشعلوا فيه النيران وأطلقوا سراح المسجونين .. وقبضوا على جميع ضباط السجن وقتلوا مديره .. وطلب المسيو ديفارج من احد الضباط الأسرى .. أن يريه الزنزانة مائة وخمسة البرج الشمالي .. وهى الزنزانة التي كان الدكتور مانيت مسجونا فيها .. وقام هو ورفاقه بتفتيش الزنزانة .. واحرقوا محتوياتها ثم خرجوا إلى حيث انطلق الشعب بادئا الثورة الفرنسية .. واخذوا يحطمون كل شيء بلا رحمة ولا شفقة ..


وانتقلت أخبار الثورة من باريس إلى المدن الفرنسية الصغيرة .. حيث اشتعلت الثورة في كل مكان .. وفى القرية التي يقع فيها قصر الماركيز ايفرموند .. تجمع الشعب وأشعل النار في القصر .. وخصوصا المسيو جابيل الذي كان يعمل وكيلا ومحصلا للضرائب لصالح عائلة الماركيز .. والذي استطاع أن ينجو من الموت والشنق بأعجوبة


وفى لندن كان بنك تلسون الذي يعمل به لورى العجوز مزدحما بالنبلاء الفرنسيين الذين حولوا أموالهم إليه .. وكان البنك بالتالي مصدرا مهما لأخبار الثورة التي اشتعلت في فرنسا .. وأصبح من الضروري أن يسافر احد كبار موظفي البنك إلى فرنسا .. ليحاول إنقاذ سجلات ودفاتر فرع بنك تلسون بباريس .. وقرر مستر لورى العجوز أن يذهب بنفسه .. لإنجاز هذه المهمة .. وحاول تشارلس دارنى أن يثنيه عن ذلك .. بسبب صعوبة الطريق ومشقة الرحلة إلى باريس.. وسط القلاقل والاضطرابات والمجازر وأعمال الشنق..التي سادت في كل أنحاء فرنسا ...


وفى هذه الأثناء ,, وقع تحت يد تشارلس دارنى خطاب .. موجه إلى تشارلس سانت ايفرموند .. أى أن هذا الخطاب كان موجها إليه هو نفسه .. ولكن لا احد يعلم اسمه الحقيقي .. وقام تشارلس دارنى بفض هذا الخطاب .. وقراءته .. فإذا به يتضمن رسالة كتبها المسيو جابيل .. الذي كان يعمل وكيلا لعائلة ايفرموند .. يبلغه فيها انه مسجون الآن في سجن الابايى .. وينتظر الحكم بإعدامه بين حين وآخر .. إلا إذا عاد تشارلس ايفرموند إلى فرنسا وعمل على إظهار براءته وإطلاق سراحه.. وفى نهاية الخطاب توسل المسيو جابيل .. وطلب من تشارلس ايفرموند أن يحضر على الفور لإنقاذ حياته ..

ولهذا فقد قرر تشارلس هو الأخر أن يذهب لإنجاز هذه المهمة ..ولكنه قرر أيضا إلا يخبر احد بعزمه على هذا السفر الفجائي إلى فرنسا .. حتى بالنسبة إلى زوجته لوسى والدكتور مانيت ..

بعد أن وصل تشارلس ايفرموند إلى فرنسا لاحظ على الفور أن الأحوال قد تغيرت تماما.. وان الثوار قد أصدروا قوانين جديدة .. تم بمقتضاها إلقاء القبض عليه وإيداعه بسجن لافورس توطئة لمحاكمته وإعدامه بتهمة انه ارستقراطى مهاجر ..

ولم يمر وقت طويل .. حتى فوجىء المستر لورى .. الذي كان قد وصل إلى باريس قبل وصول تشارلس دارنى بيوم واحد .. بدخول الدكتور مانيت وابنته لوسى زوجة تشارلس دارنى إليه في مكتبه بفرع بنك تلسون بباريس وذلك بعد أن وصلت اليهما بلندن أخبار القبض على مستر دارنى ..

كان الدكتور وابنته منزعجين وخائفين من المصير الذي يتوقعه المستر دارنى .. ومع ذلك فقد أعلن الدكتور مانيت بأنه قادر على إنقاذ زوج ابنته .. باعتباره كان سجينا سابقا بسجن الباستيل .. الأمر الذي سيجعله محل فهم وتعاطف مع الشعب الثائر ..

وكان الثوار يهاجمون قصور النبلاء والنبيلات ويعيثون فيها أعمال الحرق والهدم ..والنهب والقتل والابادة .. بل وكانوا يهاجمون السجون التي وضع بها أفراد طبقة النبلاء تمهيدا لمحاكمتهم توطئة للإطاحة برأسهم تحت نصل المقصلة .. ويقومون بقتل هؤلاء المسجونين من الرجال والنساء والاطفال.. ,, وسالت الدماء انهارا في كل مكان تحت شعار.. الحرية .. الاخاء .. المساواة ..

نجح الدكتور مانيت بالفعل في تقديم نفسه للثوار باعتباره سجينا سابقا بسجن الباستيل الرهيب ..
فاعتمد عليه الثوار ووثقوا فيه .. ومع ذلك فلم يتمكن الدكتور من اطلاق سراح زوج ابنته تشارلس ايفرموند..المدعو تشارلس دارنى .. ولم ينجح إلا في الابقاء عليه بعيدا عن شبح التهديد بالقتل.. إلى أن تجرى محاكمته طبقا للقوانين الجديدة ..

ومر أكثر من عام والسجين تشارلس ايفرموند ينتظر المحاكمة في سجن لافورس .. وفى أثناء ذلك وصل من انجلترا كل من مس بروس ومعها الطفلة لوسى الصغيرة ابنة تشارلس كما وصل أيضا المستر كارتون ...

وأخيرا تمت المحاكمة وسط جو صاخب اشترك فيه جمهور غفير من الرجال والنساء ..
من احط طبقات الشعب في باريس .. وكان هؤلاء الناس يصرخون فرحا كلما صدر حكم بالاعدام .. ويبتهجون بمرأى الرؤوس حين تطير من رقاب الضحايا وتنهمر سيول الدماء ...


ومع ذلك فبفضل الشهادات التي شهد بها كل من الدكتور مانيت والمسيو جابيل .. الذي اطلق سراحه اخيرا من سجنه .. برأت ساحة تشارلس ايفرموند .. من كل تهمة .. وصدر الحكم باطلاق سراحه فورا .. وكانت فرحة عارمة اشترك فيها الجميع ...

ولكن لم تمض سوى ساعات قليلة على الحرية التي حصل عليها تشارلس ايفرموند .. وبينما كان يجلس هانئا مع زوجته وابنته .. وصل رجال غلاظ مسلحون بالسيوف والمسدسات والقوا القبض على تشارلس ايفرموند المدعو دارنى مرة أخرى ..
وكانت تهمته هذه المرة انه عدو للجمهورية الفرنسية ..وانه من طبقة النبلاء وفرد من عائلة ايفرموند التي مارست أعمال الظلم بوحشية فظيعة ضد الشعب الفرنسي ...

أثناء المحاكمة ظهرت الكثير من الحقائق عن الفظائع التي ارتكبتها هذه الاسرة فعلا في حق الناس .. بل وكان الدكتور مانيت نفسه احد ضحاياها .. حيث تسبب بعض أفراد هذه الاسرة في ادخالة إلى سجن الباستيل بتهمة طالمة ملفقة .. وبعد تحقيقات واستجوابات مرهقة .. صدر حكم المحكمة باعدام تشارلس ايفرموند المدعو دارنى بالمقصلة في ظرف اربع وعشرين ساعة ...


وخلال تلك الساعات الاربع والعشرين .. حدثت مجموعة من الاحداث الغريبة .. التي غيرت مجرى القصة تماما .. فقد تمكن المستر كارتون من التسلل إلى الزنزانة التي سجن بها تشارلس دارنى .. وتبادل الاثنان ملابسهما وذلك بعد أن قرر المستر كارتون أن يضحى بحياته من اجل من يحب ..

وتمكن تشارلس دارنى و زوجته لوسى مانيت وابنته الصغيرة ومعهم الدكتور مانيت و المستر لورى من الهرب إلى انجلترا ولحقت بهم أيضا مس بروس .. بعد أن وقعت بينها وبين المرأة المتوحشة مدام ديفارج معركة انتهت بمقتل المرأة النهمة التي تسببت في الاطاحة بمئات من الرؤوس تحت نصل المقصلة .. وكان من نتيجتها أيضا أن فقدت مس بروس سمعها بفعل طلقة من المسدس الذي كانت تحمله مدام ديفارج .. فقد كانت الطلقة قريبة جدا من اذنها ..

جديد : الأن يمكنك التحرك بسلاسة بين المواضيع السابقة واللاحقة عبر (الكيبورد) بالضغط على الزر الأيمن والأيسر

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire